هنــــــــــاك دوما وطن

مرثية حرة
وهنالك دوما وطن

وتلك بقايا موطني.. فالمدينة اليوم شي من اللا مكان: فالدقيقة الصباحية كأختها المسائية, و تكات الساعة المزعجة في بيتي تلك نفسها في بيت جاري, فلربما اختلف وجه الساعتان: ولكن الصوت لازال واحد.

اخرج حين يجتاح مدينتي الغروب وامشي في شوارعها الرمادية, فالمساء حكاية جميلة يعرفها كل من في بلدتي. هنالك حيث تقف تستشعر الكلام والصمت في آن واحد فتجد انك تتكلم في صمت. لا تستغرب فموطني قد مل كل الكلام, فالحروف جميعها باتت كتلك الدقائق المكررة.

ماذا بعد ياترى.. لا تيأس وأكمل المسير,, هنالك ستجد رائحة الموت والحصار على طوال الطريق, فأينما تتطئ قدامك ستشتم النكهة الحزينة وعبير أوجاعها كتناقض مجنون لا يعرفه إلا القليلون في بلدتي.. فليس كل من يحمل الهوية الفلسطينية هو ابنها- لأسباب شعورية. فهنالك دوما وطن.. واليتيم اسم لمن فقد الحنين,, والشعور ملحمة تشعرك وكأنك لم تشعر من قبل: فالشعور في مدينتي اكبر من أي شعور, وهو أن تفضل الشعور حين لا تشعرها.

فتلك فلسفة العقل حين تدرك بأنك ترى مالا تستطيع تفسيره... إذا العقل فينا ليس شرطا: فالمجنون أدرك جرح الوطن وجن بعدها.

بقلم: مصطفى النبيه.